المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2021

مسافة السكة

فور ما انتهت آخر محاضرات اليوم، ينطلق مُثنى في طريقه، ولا يعرقل سيره أحد. يمر بين التجمعات مر الكرام، كأنه نسيمٌ لم يلاحظه أحد. لماذا قد ينشغل بهم؟ وهم مشاحنات تافهة، غيبه كريهة، نميمه غليله، مجاملات واهيه، الترفع عنها راحة للعقل والنفس. ينتهي اللقاء ويتناثر الكاذبون ولا يسلم أحد من دائرة الغيبة. ينظر مُثنى لنفسه ولا يسأل، يقول لها معاً ولا يجزع، يطبطب عليها حتى تأمن، لا يملها حتى تهنأ، يرجوها فَكَ السر. يقول لها: مازال في الدنيا سلاماً وظلال، مازال بين الناس كِرام، تزينوا بالحياء وما أرهقهم حديث الحاقد السفيه، فاختر لنفسك منهم صحبتاً تلمع أعينهم إذ رأوك مقبلاً . ” الحياء تكريم لصاحبه، والفُجر إزلال لصاحبه، هذان طريقان الحياه، فأختر لنفسك مسلكاً حيثما لا تندم . “   عاش مُثنى وحيداً بقدر ما أثنى القوم علي كرم خلقه، وحسن صداقته، ونقاء قلبه. اعتاد الوحدة، لدرجة الشعور بالخوف والقلق من الازدحامان والضجيج. هو ليس ممن يحبون الحزن على الإطلاق، بالعكس هو يمتلك روحاً تحب الضحك والمرح، لكن هناك أوقات يحدث فيها أمور تمحى الابتسامة وتنسى السعادة وتقلق القلب .   يتمختر منفرداً ح...