المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2023

الباطن

يبدأ الفتى يومه مستعداً باكراً -في تمام السادسة صباحاً- مرتدياً بزلته واضعاً عطره المفضل. يعمل الفتى ك مترجم فوري مسجل بصوره رسميه في رئاسة الوزراء وأستاذ ترجمه في الجامعة الأمريكية في القاهرة. فتاً قليل الكلام كثير الاستماع، وهذا ما يميزه عن الجميع، يسمع ليتعلم ولا يثرثر بقيل وقال. ينزل متجهاً الى الباب، يلمح أبوه جالساً في غرفه المكتب، فيذهب له ليقبل يده ويودعه قبل الخروج. يخرج من غرفه المكتب فيري أمه قد نذلت أيضاً، تجلس في صالة الفلا تشرب فنجان القهوة، تتركه من يدها لتودع ابنها، فيقبل يدها ويودعها أيضاً .   يأخذ سيارته وينطلق على الطريق متجهاً نحور الجامعة. بينما هو الطريق، بين الحين والحين تصيب عينيه زغللة ويصيب سمعه شيء من التشويش، وكلما يعود الى رشده، يري شخصاً يغمره السواد لا يظهر وجهه، لكن الفتي يستمر في تجاهل الأمر. يحب دائماً الوصول باكراً فالطلاب ينظرون له بعين القدوة؛ وهنا الزلة سقوط .   تبدأ المحاضرة ومازال الفتي متعباَ. يرتفع ضغط الدم ويهبط بصوره متتابعة، ولا تفارقه زغللة العين والصداع، لكنه مازال يقاوم التعب حتى انتهت المحاضرة ومع محاولات أخيره لالتقات أ...